كنا نتحدث عن شخصيات سودانية اثرت على الساحة السودانية ولكن يبدو ان بصمة السودان تابي إلا ان تضع يدها حتي خارج الوطن لتكون شاهدا على عظمة هذا البلد الذي يخرج من تحت ثناياه الكثير والمثير
فقد سمعنا ذات مرة ان الاسرائيلي نتنياهو قد عاش فترة من زمانه في مدينة شمالية هي مدينة (نوري) لا نعلم صحة هذه الروية ولكن تناقلتها ألسن كثر .. الآن وانا اقرا على صحيفة الوطن تحقيقا صحفيا يفيد بان القائد الكبير منقستو هيلا مريم هو سوداني من قبيلة الشايقية ايضا فالي الحوار الذي يرويه اسرته في السودان :
---------
الرئيس الإثيوبي السابق منقســـتو سوداني «شايقي»..!
صدق أو لا تصدق .. الرئيس الإثيوبي السابق ، منقستو هيلي مريام أصله شايقي .. وتحديداً من منطقة الدهسيري ..!.
«الوطن» وثّقت لهذه المعلومة، وأكدت صحتها من خلال تحقيق مثير وحوار كبير مع «اخوان» منقستو بأمدرمان «أولاد ابوه» وهم : محمد أحمد الحسين محاري ، والحسن احمد الحسن محاري ، وعمة منقستو السيدة «ست نورالشيخ محاري».
محمد أحمد قال لـ «الوطن» : «نحن سعداء بأن يكون اخونا هو الرئيس منقستو ، ونسعى للتواصل معه ، لذلك نحاول أن نلتقيه وهو في زيمبابوي»، وأضاف أنهم لا يمانعون في اعطائه نصيبه من ميراث الوالد.
فجّرت قنبلة تاريخية: حكاية منقستو «الشايقي»..!
إنها إحدى الحكايات التي بخل بها الزمن العنيد لأكثر من أربعين عاماً.. وكذلك القصص التي ترويها «الحبوبات» لم يكن بطلها هو ذات البطل الذي يقود «قصتنا»..
وما بين الواقع والخيال مساحة للبحث عن الحقيقة التي روتها الحاجة «ست نور»..
تقول الحكاية: كان في قديم الزمان رجل اسمه أحمد الحسن محاري، هاجر إلى الحبشة من منطقة «الدهاسير» بالولاية الشمالية وهو شايقي «ميه الميه» وهناك تزوّج من الحبشة وجاب ليهو ولد اسمو «منقستو»..
أبقوا معي لتعرفوا الحكاية..
الوالد أقرّ بنسبه له.. وقال الابن يبحث عن الوالد وليس العكـس..!أسرة منقستو ونظرة تقول «لما ترجع يا حبيبي..!»
في عهد مايو أرسل منقستو مندوباً للشمالية ولكن وجد والده «يحتضر»..!
حكايـــــــة
جلستُ إليها وهي تجتر الذكريات الجميلة التي أخذت من الشمال الحبيب المحنّة وسماحة المعشر وطيب الخلق.. وبعدما ضمتني إليها كثيراً وهي تلقي عليّ حديث الأم التي تحضن ابنتها بعد طول فراق.. إنها الحاجة ست نور الشيخ محمد محاري بنت أخت أحمد الحسن محاري والد «منقستو» ـ أي أنها بنت عمته وبدأت حديثها قائلة:
يا بتي الحكاية طويلة وقديمة من الخمسينيات وأحمد الحسن كان بالشمالية، وُلد وتربّى بها وترعرع، وكان يعمل بالزراعة في أمان الله بعد داك عرّس من أقربائه وكانت مرتو حبلى بي ولد، وجاء الخرطوم للشغل في بيوت السكة حديد وبعد داك طلع طوالي مشى الحبشة وانقطع منو الخبر وما جاء زول منو نهائي ولا في واحد من بلدنا مشى الحبشة غيرو عشان يجيب لينا خبر.. وطالت السنين والكلام كان قبل الستينيات وبعد داك زوجته وضعت ليها مولود وسماه جده طه.
وبعد زمن طويل وسنين مرّت عليه وما تعرفت ليه جه يمين وللاّ شمال قاموا أهلنا بكوهو وفرشو عليه والناس نسو نهائي وحتى نحن قنعنا والله منو «الحكاية ما طالت شديد».
الحي بيعـــــود!
سكتت برهة وتناولنا ماءً بارداً ورجعنا تاني نحكي الحكاية الجميلة جداً أشبه بـ«الحجى» الزمان الذي تحكيه الحبوبات لأطفالنا الصغار.. قالت «سبحان الله» بعد داك رسلت بت عمتنا من كسلا قالت أحمد الحسن شفتو بي عينيّ في كسلا معاهو تجار جايين من الحبشة وأنا جبتو معاي البيت وما بتكلم عربي بتكلم حبشي.. وأنا ما بفهم لكن جبت لي واحد حبشي وفسّر لي حديثو وقال اسمه أحمد الحسن محاري أهله من «الدهاسير» في الشمالية وأنا بقول دا خالي طوالي قام أهلنا قالوا ليها انتي لازم تكوني متأكدة من انو دا محاري.. قالت يمين متأكدة وبالفعل مشو جماعة مننا ومعاهم خالاتنا وعماتنا ومرقوها في كسلا.
يقطع الحديث أخ «منقستو» محمد أحمد الحسن محاري، والذي جاء إلى هذا اللقاء من منطقة الكلاكلة ومعه ابنه وبنته وأحفاده الاثنين وبعد سلام وكسلام وبعد ما تعرفنا عليهم و«شربو المويه».. أها واصلت الحاجة ست نور حديثها وقالت بعد ما وصلو الجماعة كسلا لقوه قاعد مع أختنا وهاك يا ونسة وهاك يا ضحك، اتعرفوا عليهو وعرفوه ياهو زولهم الما يغباهم وطوالي جابوه بسرعة للشمالية والناس اتلمت عاد دا ما حدث كبير زول بعد ما يموت يحيا تاني.. وقلنا كدي عملنا ليه الكرامة «الما خمج» ودعينا الناس كلهم وطبعاً ما كان بتكلم عربي نهائي وكلامو كلو حبشي ورطانة كدي ذاته ما بتتفهم، ولكن بعد طول زمن وأيام طالت بدأ يعرف العربي شوية شوية وبدينا نسأله عن هجرته الطويلة دي للحبشة وقال إنو مشى عشان التجارة وأظنها نجحت معاهو عشان كدى نسانا.
مريــــــم أم منقســــــتو..
بعد حكايات طويلة زولنا بدأ يحكي عن حاجاتو الخاصة «الحديث مازال للحاجة ست نور» قال لينا أنا هناك كنت متزوّج لي واحدة حبشية اسمها مريم وسكت على أسرار خاصة بيهو وما حكى عن إنو عندو منها ولد وللا ما عندو يعني ما كان واضح معانا ونحن كمان ما سألناه وخلينا الأمور على كدى والسنين مشت والزمن طال.
خبــــــــر يقيـــــــن
تواصل ست نور حديثها بعد ما شربنا معاً كوباً من عصير الفراولة الجميل وكانت هذه المرأة الكريمة تصر على أنها لا تتحدّث إلاّ نتناول معها وجبة الغداء إلاّ أنني وزميلي المصوّر سعيد عباس كنا نحب أن تواصل هذه الحاجة حكايتها التي لا يستطيع الشخص أن ينقطع عنها ولو لثانية واحدة.. وبعد وعد قاطع بأننا سنتغدى معها واصلت قائلة: في زمن حكومة نميري جاء منقستو في زيارة إلى الخرطوم وكان عندنا ضابط من أولادنا في الحكومة قابل منقستو في جلسة خاصة قام منقستو حكى للضابط قال ليه أنا من الشمالية من قبيلة الشايقية أبوي اسمه أحمد الحسن محاري، وهسي أنا بسأل من المنطقة دي عشان أشوف أبوي وطبعاً ما جانا هناك انشغل بالمؤتمرات والحكومة وبالفعل جاء الخبر إلى الحاج أحمد محاري بالشمالية وقلنا ليهو يا حاج الزول دا رئيس «بي حالو» قال ولدك قال نعم هو ولدي لكن الوالد بمشي للولد وللاّ الولد بيجي لي أبوه إذا أصلاً أنا بهمو بيجيني لحدي عندي.
مرســـــــــــــــــال
يحلو الحكي والحديث مع حاجة ست نور وتواصل: بعد ما انتهى منقستو من مؤتمراته ذهب للحبشة وعاد مرة أخرى بعد زمن طويل إلى الخرطوم وبعث بمرسال إلى الشمالية منطقة الدهاسير والناس قالوا المرسال دا جايي للحاج أحمد الحسن محاري من الرئيس منقستو ولكن بعد إيه المرسال لمّا جاء لقى حاج محاري في فراش الموت بين الحياة والموت ولا قِدر يودي ولا يجيب ورجع المرسال للرئيس بالخبر «الموسمح» وقال ليه أبوك بحتضر، بعد داك رجع منقستو إلى الحبشة وانقطع منو الخبر «وينقطع الحديث من جديد ويدخل علينا الحسن أحمد محاري» وهو أخ أيضاً لمنقستو وجاء للمقابلة هذه وبعد جلوسه واصلت الحاجة حديثها قائلة بعدما رجع منقستو توفى الحاج عليه رحمة الله.
وصيـــــــــــة
أجابت عليّ عندما سألت هل ترك الحاج أحمد الحسن وصية بخصوص ابنه منقستو.. قالت لا والله وأردفت بعد دا أنا حديثي انتهى خلي محمد أحمد يحكي ليك شوية.
جلست بالقرب من محمد أحمد الحسن - أخ منقستو - وقلت له ما رأيك في كل الحديث الذي ذكرته الحاجة..
هذا حديث صحيح ومافيه شك بس طبعاً كان في تقصير مننا ومن الحاج في انو ما أدانا الحقيقة كاملة وعشان نحن نمشي نفتش علي اخونا.. وأحب أذكرك بأن الوالد عندما رجع تزوّج للمرة الثالثة من الشمالية والدتي واسمها عشمانة الطيب وتاني اتزوّج أم حسن أخوي دا.. وكانت الأولى الاختلف معاها أم هاني البعدها طوالي مشى الحبشة واتزوّج مريم أم منقستو والأخيرة كانت اسمها خديجة ابن عوف عندها ولد وبتين.
واخواتنا حضرة أحمد الحسن وفاطمة أحمد الحسن ورقية أحمد الحسن.
رسالــــــــــــــــة
قلت للعم أحمد الحسن أريد رأيك بصراحة في هذا الموضوع وهذا النسب الذي جمع بينك والرئيس السابق منقستو..
أنا سعيد جداً بأن يكون لنا أخ ولا أرفض أن يكون الوصل بيننا ممكناً.. ووالله هسي لو جاء نمشي معاهو الشمالية ونوريه قبر الوالد ونقاسمو الحلو والمر.
قاطعته: ولو طالب بالميراث ممكن تدوه نخيل وطين وبلح؟
أكيد وهذا حقه الشرعي فيكف نحرمه منه ونحنا طبعاً عايزين المحنّة.. والخوّة ما حاجة ساهلة.
هنا قاطعتنا الحاجة ست نور قائلة: نحن يا بتي دايرين المحنّة والقذرة.. وهسي انتي لو جاك أخوك من أبوك بترفضي ونحن الشايقية بطبعنا حنينين شديد وبنحب التواصل والله ما دايرين منو أي حاجة سوى انو يكون قريب لينا نسالمو ونطايبو.
أخبــــــار منقستـــــــو
رجعنا للعم أحمد الحسن وقلت ليه هل تعرف أي أخبار الآن عنه «أقصد منقستو»..
نعم أنا أقرأ عنه منذ أن عرفت به أنه أخي وحتى عهده عندما كان رئيس وحياتو الكان بيعملها قصة الخباز الذي أدخله داخل الفرن شأنه شأن الرغيف.. عندما مرّ بالشارع ووجد الشعب يقيف صف سأل عنهم قالوا ليه ديل وافقين في صف «العيش» بعد داك جاء طوالي طبّق النظرية في الخباز.
أنا متابع جداً حتى بعد ما فشل في مواصلة الحكم وأخذ اللجوء السياسي إلى زيمبابوي وهناك حاول بعض الأحباش أن يغتالوه لكنهم فشلوا والآن هو شخص مرموق وله مال كثير في زيمبابوي وله مشاريع ضخمة.
وحياته الخاصة؟
أجاب على سؤالي بأنه يعرف حتى حياته الخاصة فهو متزوج وله ثلاث بنات وولد واحد، وواحدة من البنات ديل دكتورة كبيرة.. وأولاده بتكلموا الانجليزية ونحنا كمان برضو أولادنا بتكلموا إنجليزي يعني كان جو ما عندنا مشكلة في الونسة معاهم.
دعنا نتعرّف على الأولاد؟
أمل بنتي طبيبة في مستشفى الذرة، وأميرة إدارة أعمال خريجة، وماجدة متزوجة وأولادي ماجد يعمل في هيئة الأوقاف الإسلامية، وخالد يعمل بشركة النيل الكبرى للبترول، وأسامة تاجر عربات، وصلاح ومعاوية وأمير.
دعـــوة للتواصــــــــــــــل
العم الحسن أحمد الحسن افتخر بأخيه منقستو وفترته الرئاسية واتفق مع أخيه أحمد على أنه لا مانع في التواصل ولا مانع حتى في السفر إلى زيمبابوي للإلتقاء به ومشاركته الأفراح والأتراح وإن أراد المجيء إلى السودان كمان حانقاسمو النخيل ونديهو التمر ويأخد حقو في الطين.. وأضاف نحن والله دايرين المحنة والاخوة الصادقة ودايرين كمان نكون قبيلة كبيرة ولو الجريدة لها موقع...
قاطعته وقلت له عندها موقع في الانترنت..
قال: خلاص اتمنى انو يقرأ هذا الحديث في الانترنت ويعرف انو نحنا اخوانو دايرين نقابلو ونسالمو ويجيب أولاده عشان يعرفو أخوانهم ويكون التواصل والمحنة بينا.
حــــديث شـــــــاب
من الشباب الذين كانوا حضوراً أبناء أحمد محمد الحسن محاري وأبناء ست نور وأبناء الحسن محمد الحسن، وتحدّثت الأستاذة نجاة المحامية بنت الحاجة ست نور بعدما سألتها عن رأيهم كشباب وأحفاد للحاج محاري في هذه القصة ونسب منقستو..؟
قالت والله نحن نسعد جداً أن نلتقيه ومن هنا بنرسل ليه رسالة عبركم نقول ليه تعال إلى السودان ويكون التواصل بيننا وتمتد هذه العائلة إلى الحبشة وزيمبابوي ونقول لابنائه نحن محتاجين نشوفكم ولا نريد أي شيء سوى رؤيتكم الغالية.
أميرة تطــــــالب بعـــــودته
أميرة هي بنت محمد أحمد الحسن محاري - أي أن منقستو هو عمها - قالت أنا بقول ليه لازم نشوفك ولازم تجي السودان، ولو لم يأت إلى السودان يكون في وسيلة عشان نواصلو بيها.. ولو عرفنا أخباره ما عندنا مانع نزوره ويزورنا.
مشاهــــــــدات
تشكر «الوطن» جزيل الشكر والثناء الأستاذ عبدالعظيم تاج السر عبدالحفيظ تاجر العطور بسوق ليبيا والذي تربطه علاقة بالأسرة لترتيب هذا الحوار وجمع كل أطراف الأسرة ووقوفه معنا حتى انتهت مهمتنا الصحفية.
أيضاً نشكر أفراد الأسرة الكريمة الذين توافدوا من الكلاكلة والصحافة إلى منزل الحاجة ست نور بالثورة لتسهيل المقابلة والحوار.
ما لفت انتباهي هو أن هذه الأسرة تحب هذا الرجل حباً كبيراً والدليل أنني سألت الطفل الصغير النور فيصل «3 سنوات» حفيد محمد أحمد الحسن قلت له «منقستو» يبقى ليك شنو؟ قالها بسرعة «جدو» فضحك الجميع وهذا يعني أن هذه الأسرة حكت لصغارها عن هذا الرجل العظيم.
أسرة أحمد الحسن محاري أسرة مريخابية عظيمة تعشق المريخ لحد كبير، وسأل زميلي المصور سعيد الطفل النور أيضاً قائلاً له انت هلالابي وللاّ مريخابي.. فردّ أنا فيصل العجب.. ولا تعليق..!
كنت أثناء الحوار قد سألت العم محمد أحمد الحسن عن سر الاسم «منقستو هيلا مريم» فقال.. يحكى أن هذا الاسم جاء من امه التي كانت تعمل مع ملكة هيلي.
أكرمتنا الأسرة كرماً حاتمياً وهذا إن دلّ إنما يدل على صفات أبناء الشمال الحبيب الذين أخذوا الكرم من النيل العظيم.
* قلت للعم محمد أحمد الحسن هل يمكنك أن تسمي أحد أحفادك على جده «منقستو» قال ولِمَ لا ولكن بشرط حتى أتأكد من أن يكون الاسم للمسلمين بعدها لا أتردد
فقد سمعنا ذات مرة ان الاسرائيلي نتنياهو قد عاش فترة من زمانه في مدينة شمالية هي مدينة (نوري) لا نعلم صحة هذه الروية ولكن تناقلتها ألسن كثر .. الآن وانا اقرا على صحيفة الوطن تحقيقا صحفيا يفيد بان القائد الكبير منقستو هيلا مريم هو سوداني من قبيلة الشايقية ايضا فالي الحوار الذي يرويه اسرته في السودان :
---------
الرئيس الإثيوبي السابق منقســـتو سوداني «شايقي»..!
صدق أو لا تصدق .. الرئيس الإثيوبي السابق ، منقستو هيلي مريام أصله شايقي .. وتحديداً من منطقة الدهسيري ..!.
«الوطن» وثّقت لهذه المعلومة، وأكدت صحتها من خلال تحقيق مثير وحوار كبير مع «اخوان» منقستو بأمدرمان «أولاد ابوه» وهم : محمد أحمد الحسين محاري ، والحسن احمد الحسن محاري ، وعمة منقستو السيدة «ست نورالشيخ محاري».
محمد أحمد قال لـ «الوطن» : «نحن سعداء بأن يكون اخونا هو الرئيس منقستو ، ونسعى للتواصل معه ، لذلك نحاول أن نلتقيه وهو في زيمبابوي»، وأضاف أنهم لا يمانعون في اعطائه نصيبه من ميراث الوالد.
فجّرت قنبلة تاريخية: حكاية منقستو «الشايقي»..!
إنها إحدى الحكايات التي بخل بها الزمن العنيد لأكثر من أربعين عاماً.. وكذلك القصص التي ترويها «الحبوبات» لم يكن بطلها هو ذات البطل الذي يقود «قصتنا»..
وما بين الواقع والخيال مساحة للبحث عن الحقيقة التي روتها الحاجة «ست نور»..
تقول الحكاية: كان في قديم الزمان رجل اسمه أحمد الحسن محاري، هاجر إلى الحبشة من منطقة «الدهاسير» بالولاية الشمالية وهو شايقي «ميه الميه» وهناك تزوّج من الحبشة وجاب ليهو ولد اسمو «منقستو»..
أبقوا معي لتعرفوا الحكاية..
الوالد أقرّ بنسبه له.. وقال الابن يبحث عن الوالد وليس العكـس..!أسرة منقستو ونظرة تقول «لما ترجع يا حبيبي..!»
في عهد مايو أرسل منقستو مندوباً للشمالية ولكن وجد والده «يحتضر»..!
حكايـــــــة
جلستُ إليها وهي تجتر الذكريات الجميلة التي أخذت من الشمال الحبيب المحنّة وسماحة المعشر وطيب الخلق.. وبعدما ضمتني إليها كثيراً وهي تلقي عليّ حديث الأم التي تحضن ابنتها بعد طول فراق.. إنها الحاجة ست نور الشيخ محمد محاري بنت أخت أحمد الحسن محاري والد «منقستو» ـ أي أنها بنت عمته وبدأت حديثها قائلة:
يا بتي الحكاية طويلة وقديمة من الخمسينيات وأحمد الحسن كان بالشمالية، وُلد وتربّى بها وترعرع، وكان يعمل بالزراعة في أمان الله بعد داك عرّس من أقربائه وكانت مرتو حبلى بي ولد، وجاء الخرطوم للشغل في بيوت السكة حديد وبعد داك طلع طوالي مشى الحبشة وانقطع منو الخبر وما جاء زول منو نهائي ولا في واحد من بلدنا مشى الحبشة غيرو عشان يجيب لينا خبر.. وطالت السنين والكلام كان قبل الستينيات وبعد داك زوجته وضعت ليها مولود وسماه جده طه.
وبعد زمن طويل وسنين مرّت عليه وما تعرفت ليه جه يمين وللاّ شمال قاموا أهلنا بكوهو وفرشو عليه والناس نسو نهائي وحتى نحن قنعنا والله منو «الحكاية ما طالت شديد».
الحي بيعـــــود!
سكتت برهة وتناولنا ماءً بارداً ورجعنا تاني نحكي الحكاية الجميلة جداً أشبه بـ«الحجى» الزمان الذي تحكيه الحبوبات لأطفالنا الصغار.. قالت «سبحان الله» بعد داك رسلت بت عمتنا من كسلا قالت أحمد الحسن شفتو بي عينيّ في كسلا معاهو تجار جايين من الحبشة وأنا جبتو معاي البيت وما بتكلم عربي بتكلم حبشي.. وأنا ما بفهم لكن جبت لي واحد حبشي وفسّر لي حديثو وقال اسمه أحمد الحسن محاري أهله من «الدهاسير» في الشمالية وأنا بقول دا خالي طوالي قام أهلنا قالوا ليها انتي لازم تكوني متأكدة من انو دا محاري.. قالت يمين متأكدة وبالفعل مشو جماعة مننا ومعاهم خالاتنا وعماتنا ومرقوها في كسلا.
يقطع الحديث أخ «منقستو» محمد أحمد الحسن محاري، والذي جاء إلى هذا اللقاء من منطقة الكلاكلة ومعه ابنه وبنته وأحفاده الاثنين وبعد سلام وكسلام وبعد ما تعرفنا عليهم و«شربو المويه».. أها واصلت الحاجة ست نور حديثها وقالت بعد ما وصلو الجماعة كسلا لقوه قاعد مع أختنا وهاك يا ونسة وهاك يا ضحك، اتعرفوا عليهو وعرفوه ياهو زولهم الما يغباهم وطوالي جابوه بسرعة للشمالية والناس اتلمت عاد دا ما حدث كبير زول بعد ما يموت يحيا تاني.. وقلنا كدي عملنا ليه الكرامة «الما خمج» ودعينا الناس كلهم وطبعاً ما كان بتكلم عربي نهائي وكلامو كلو حبشي ورطانة كدي ذاته ما بتتفهم، ولكن بعد طول زمن وأيام طالت بدأ يعرف العربي شوية شوية وبدينا نسأله عن هجرته الطويلة دي للحبشة وقال إنو مشى عشان التجارة وأظنها نجحت معاهو عشان كدى نسانا.
مريــــــم أم منقســــــتو..
بعد حكايات طويلة زولنا بدأ يحكي عن حاجاتو الخاصة «الحديث مازال للحاجة ست نور» قال لينا أنا هناك كنت متزوّج لي واحدة حبشية اسمها مريم وسكت على أسرار خاصة بيهو وما حكى عن إنو عندو منها ولد وللا ما عندو يعني ما كان واضح معانا ونحن كمان ما سألناه وخلينا الأمور على كدى والسنين مشت والزمن طال.
خبــــــــر يقيـــــــن
تواصل ست نور حديثها بعد ما شربنا معاً كوباً من عصير الفراولة الجميل وكانت هذه المرأة الكريمة تصر على أنها لا تتحدّث إلاّ نتناول معها وجبة الغداء إلاّ أنني وزميلي المصوّر سعيد عباس كنا نحب أن تواصل هذه الحاجة حكايتها التي لا يستطيع الشخص أن ينقطع عنها ولو لثانية واحدة.. وبعد وعد قاطع بأننا سنتغدى معها واصلت قائلة: في زمن حكومة نميري جاء منقستو في زيارة إلى الخرطوم وكان عندنا ضابط من أولادنا في الحكومة قابل منقستو في جلسة خاصة قام منقستو حكى للضابط قال ليه أنا من الشمالية من قبيلة الشايقية أبوي اسمه أحمد الحسن محاري، وهسي أنا بسأل من المنطقة دي عشان أشوف أبوي وطبعاً ما جانا هناك انشغل بالمؤتمرات والحكومة وبالفعل جاء الخبر إلى الحاج أحمد محاري بالشمالية وقلنا ليهو يا حاج الزول دا رئيس «بي حالو» قال ولدك قال نعم هو ولدي لكن الوالد بمشي للولد وللاّ الولد بيجي لي أبوه إذا أصلاً أنا بهمو بيجيني لحدي عندي.
مرســـــــــــــــــال
يحلو الحكي والحديث مع حاجة ست نور وتواصل: بعد ما انتهى منقستو من مؤتمراته ذهب للحبشة وعاد مرة أخرى بعد زمن طويل إلى الخرطوم وبعث بمرسال إلى الشمالية منطقة الدهاسير والناس قالوا المرسال دا جايي للحاج أحمد الحسن محاري من الرئيس منقستو ولكن بعد إيه المرسال لمّا جاء لقى حاج محاري في فراش الموت بين الحياة والموت ولا قِدر يودي ولا يجيب ورجع المرسال للرئيس بالخبر «الموسمح» وقال ليه أبوك بحتضر، بعد داك رجع منقستو إلى الحبشة وانقطع منو الخبر «وينقطع الحديث من جديد ويدخل علينا الحسن أحمد محاري» وهو أخ أيضاً لمنقستو وجاء للمقابلة هذه وبعد جلوسه واصلت الحاجة حديثها قائلة بعدما رجع منقستو توفى الحاج عليه رحمة الله.
وصيـــــــــــة
أجابت عليّ عندما سألت هل ترك الحاج أحمد الحسن وصية بخصوص ابنه منقستو.. قالت لا والله وأردفت بعد دا أنا حديثي انتهى خلي محمد أحمد يحكي ليك شوية.
جلست بالقرب من محمد أحمد الحسن - أخ منقستو - وقلت له ما رأيك في كل الحديث الذي ذكرته الحاجة..
هذا حديث صحيح ومافيه شك بس طبعاً كان في تقصير مننا ومن الحاج في انو ما أدانا الحقيقة كاملة وعشان نحن نمشي نفتش علي اخونا.. وأحب أذكرك بأن الوالد عندما رجع تزوّج للمرة الثالثة من الشمالية والدتي واسمها عشمانة الطيب وتاني اتزوّج أم حسن أخوي دا.. وكانت الأولى الاختلف معاها أم هاني البعدها طوالي مشى الحبشة واتزوّج مريم أم منقستو والأخيرة كانت اسمها خديجة ابن عوف عندها ولد وبتين.
واخواتنا حضرة أحمد الحسن وفاطمة أحمد الحسن ورقية أحمد الحسن.
رسالــــــــــــــــة
قلت للعم أحمد الحسن أريد رأيك بصراحة في هذا الموضوع وهذا النسب الذي جمع بينك والرئيس السابق منقستو..
أنا سعيد جداً بأن يكون لنا أخ ولا أرفض أن يكون الوصل بيننا ممكناً.. ووالله هسي لو جاء نمشي معاهو الشمالية ونوريه قبر الوالد ونقاسمو الحلو والمر.
قاطعته: ولو طالب بالميراث ممكن تدوه نخيل وطين وبلح؟
أكيد وهذا حقه الشرعي فيكف نحرمه منه ونحنا طبعاً عايزين المحنّة.. والخوّة ما حاجة ساهلة.
هنا قاطعتنا الحاجة ست نور قائلة: نحن يا بتي دايرين المحنّة والقذرة.. وهسي انتي لو جاك أخوك من أبوك بترفضي ونحن الشايقية بطبعنا حنينين شديد وبنحب التواصل والله ما دايرين منو أي حاجة سوى انو يكون قريب لينا نسالمو ونطايبو.
أخبــــــار منقستـــــــو
رجعنا للعم أحمد الحسن وقلت ليه هل تعرف أي أخبار الآن عنه «أقصد منقستو»..
نعم أنا أقرأ عنه منذ أن عرفت به أنه أخي وحتى عهده عندما كان رئيس وحياتو الكان بيعملها قصة الخباز الذي أدخله داخل الفرن شأنه شأن الرغيف.. عندما مرّ بالشارع ووجد الشعب يقيف صف سأل عنهم قالوا ليه ديل وافقين في صف «العيش» بعد داك جاء طوالي طبّق النظرية في الخباز.
أنا متابع جداً حتى بعد ما فشل في مواصلة الحكم وأخذ اللجوء السياسي إلى زيمبابوي وهناك حاول بعض الأحباش أن يغتالوه لكنهم فشلوا والآن هو شخص مرموق وله مال كثير في زيمبابوي وله مشاريع ضخمة.
وحياته الخاصة؟
أجاب على سؤالي بأنه يعرف حتى حياته الخاصة فهو متزوج وله ثلاث بنات وولد واحد، وواحدة من البنات ديل دكتورة كبيرة.. وأولاده بتكلموا الانجليزية ونحنا كمان برضو أولادنا بتكلموا إنجليزي يعني كان جو ما عندنا مشكلة في الونسة معاهم.
دعنا نتعرّف على الأولاد؟
أمل بنتي طبيبة في مستشفى الذرة، وأميرة إدارة أعمال خريجة، وماجدة متزوجة وأولادي ماجد يعمل في هيئة الأوقاف الإسلامية، وخالد يعمل بشركة النيل الكبرى للبترول، وأسامة تاجر عربات، وصلاح ومعاوية وأمير.
دعـــوة للتواصــــــــــــــل
العم الحسن أحمد الحسن افتخر بأخيه منقستو وفترته الرئاسية واتفق مع أخيه أحمد على أنه لا مانع في التواصل ولا مانع حتى في السفر إلى زيمبابوي للإلتقاء به ومشاركته الأفراح والأتراح وإن أراد المجيء إلى السودان كمان حانقاسمو النخيل ونديهو التمر ويأخد حقو في الطين.. وأضاف نحن والله دايرين المحنة والاخوة الصادقة ودايرين كمان نكون قبيلة كبيرة ولو الجريدة لها موقع...
قاطعته وقلت له عندها موقع في الانترنت..
قال: خلاص اتمنى انو يقرأ هذا الحديث في الانترنت ويعرف انو نحنا اخوانو دايرين نقابلو ونسالمو ويجيب أولاده عشان يعرفو أخوانهم ويكون التواصل والمحنة بينا.
حــــديث شـــــــاب
من الشباب الذين كانوا حضوراً أبناء أحمد محمد الحسن محاري وأبناء ست نور وأبناء الحسن محمد الحسن، وتحدّثت الأستاذة نجاة المحامية بنت الحاجة ست نور بعدما سألتها عن رأيهم كشباب وأحفاد للحاج محاري في هذه القصة ونسب منقستو..؟
قالت والله نحن نسعد جداً أن نلتقيه ومن هنا بنرسل ليه رسالة عبركم نقول ليه تعال إلى السودان ويكون التواصل بيننا وتمتد هذه العائلة إلى الحبشة وزيمبابوي ونقول لابنائه نحن محتاجين نشوفكم ولا نريد أي شيء سوى رؤيتكم الغالية.
أميرة تطــــــالب بعـــــودته
أميرة هي بنت محمد أحمد الحسن محاري - أي أن منقستو هو عمها - قالت أنا بقول ليه لازم نشوفك ولازم تجي السودان، ولو لم يأت إلى السودان يكون في وسيلة عشان نواصلو بيها.. ولو عرفنا أخباره ما عندنا مانع نزوره ويزورنا.
مشاهــــــــدات
تشكر «الوطن» جزيل الشكر والثناء الأستاذ عبدالعظيم تاج السر عبدالحفيظ تاجر العطور بسوق ليبيا والذي تربطه علاقة بالأسرة لترتيب هذا الحوار وجمع كل أطراف الأسرة ووقوفه معنا حتى انتهت مهمتنا الصحفية.
أيضاً نشكر أفراد الأسرة الكريمة الذين توافدوا من الكلاكلة والصحافة إلى منزل الحاجة ست نور بالثورة لتسهيل المقابلة والحوار.
ما لفت انتباهي هو أن هذه الأسرة تحب هذا الرجل حباً كبيراً والدليل أنني سألت الطفل الصغير النور فيصل «3 سنوات» حفيد محمد أحمد الحسن قلت له «منقستو» يبقى ليك شنو؟ قالها بسرعة «جدو» فضحك الجميع وهذا يعني أن هذه الأسرة حكت لصغارها عن هذا الرجل العظيم.
أسرة أحمد الحسن محاري أسرة مريخابية عظيمة تعشق المريخ لحد كبير، وسأل زميلي المصور سعيد الطفل النور أيضاً قائلاً له انت هلالابي وللاّ مريخابي.. فردّ أنا فيصل العجب.. ولا تعليق..!
كنت أثناء الحوار قد سألت العم محمد أحمد الحسن عن سر الاسم «منقستو هيلا مريم» فقال.. يحكى أن هذا الاسم جاء من امه التي كانت تعمل مع ملكة هيلي.
أكرمتنا الأسرة كرماً حاتمياً وهذا إن دلّ إنما يدل على صفات أبناء الشمال الحبيب الذين أخذوا الكرم من النيل العظيم.
* قلت للعم محمد أحمد الحسن هل يمكنك أن تسمي أحد أحفادك على جده «منقستو» قال ولِمَ لا ولكن بشرط حتى أتأكد من أن يكون الاسم للمسلمين بعدها لا أتردد
السبت 23 مايو - 19:55 من طرف هالة الشيخ
» انفلونزا الخنازير Swine Flu
السبت 2 مايو - 22:02 من طرف قوس قزح
» الأستاذ علي اسماعيل العتباني يكتب عن الفوضي الخلاقة في السودان
الجمعة 23 مايو - 8:04 من طرف قوس قزح
» سلفاكير: اتفاق على سحب الجيش وقوات الحركة في أبيي
الجمعة 23 مايو - 7:44 من طرف قوس قزح
» المسؤول الامريكى الرفيع السابق : نعم انا مستشار لحكومة حنوب السودان وليس من الآن
الخميس 22 مايو - 13:54 من طرف قوس قزح
» خبر عاجل: القبض على المتمرد الهارب عبدالعزيز نور عشر أحد القادة الميدانيين للعدل والمساواة
الخميس 22 مايو - 13:41 من طرف قوس قزح
» الدنيا حلوة يا ناس ... حنان بلوبلو .. رد على الشريف مبسوط مني
الخميس 22 مايو - 11:01 من طرف رحيق مختوم
» فصيلة دمك تحدد غذاؤك .. بحث طبي (مفيد للريجيم)
الخميس 22 مايو - 10:58 من طرف رحيق مختوم
» الصومال كارثة مطمورة وأجندة خفية .. في إطار الكشف عن زيف الإعلام
الخميس 22 مايو - 9:36 من طرف قوس قزح
» اتحادات وتنظيمات المسرية نيران براكين الغضب في وجه إدوارد لينو
الخميس 22 مايو - 6:08 من طرف قوس قزح