صحيفة اجراس الحرية
الحاج وراق
الثلاثاء 15 مايو2008
مسارب الضي
إجابة وزير الدفاع!
*
والآن، وقد هدأ دوي القنابل والرصاص، بدأ أهالي العاصمة يتساءلون، وإذ لم
تضع الأسئلة السياسية والاجتماعية على جدول الأعمال بعد، فقد انتصب سؤال
أساسي, يردده غالب أهل العاصمة: كيف استطاعت حركة العدل والمساواة اقتحام
أم درمان؟ رغم أن هجومها كان معروفاً لدى الأجهزة العسكرية والأمنية، أقله
منذ السابع من مايو، كما أعلن في بيان رسمي!!.
* والواضح أن هذا السؤال
لا يشغل أذهان الأهالي وحدهم، وإنما يتردد داخل الأوساط العسكرية، كما عبر
عن ذلك رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة في عدد الاثنين 12 مايو: (… كيف
تسللت قوات بهذا الحجم والتسليح إلى داخل أم درمان؟ وما الذي يمنع من
التصدي إلى هذه القوات غرب أم درمان قبل دخولها المدينة؟ أم انه استدراج؟
عموماً.. لم نسمع من قبل استدراجاً لقوات معادية إلى داخل الأرض
الحيوية..)!!
* ويبدو أن وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين
يحاول في بيانه أمام المجلس الوطني أول أمس الإجابة عن هذا السؤال
الرئيسي، لكن إفادات الوزير في حد ذاتها تعجز عن الإجابة، وبذلك فإنها
تجيب عن السؤال, ولكن بغير ما يريد الوزير!!
* يقول وزير الدفاع: (..
في الوقت الذي كانت فيه القوات الجوية تدمر (4) عربات في جبل عيسى و(15)
أخرى في وادي مجوك، تم في التاسع من مايو تقديم لواء المشاة بفتاشة إلى
خارج أم درمان)، وأضاف: (لسوء حظ القوة المهاجمة فقد تخطت هذا اللواء خارج
المدينة لتدخل أم درمان لتصبح في (كماشة) بحيث أنها افتقدت ميزة الارتداد
والمناورة بعربات اللاندكروزر في منطقة مفتوحة)، ونفى أن يكون الجيش تعمد
نقل المعركة إلى داخل المدينة وقال عبد الرحيم: (إن من أصل (309) عربة تم
تدمير (20) عربة عن طريق الجو، و(68) عربة في معركة أم درمان بينما تم
الاستيلاء على (75) عربة أخرى…).
* إذن، وبحسب إفادة الوزير، كانت
المعلومات متوفرة، بل إن القوات المهاجمة تم قصفها في عدة مناطق منذ 19
أبريل، ولم تكن هناك خطة لخوض المعركة داخل العاصمة، مما يلح على السؤال:
لماذا وكيف تمكنت القوات المهاجمة من اقتحام أم درمان؟!.
على السؤال
الرئيسي يجيب الوزير إجابة ملتبسة: (لسوء حظ القوات المهاجمة فقد تخطت هذا
اللواء ـ يعني لواء فتاشة ـ لتدخل أم درمان لتصبح في كماشة)!!
والواضح
أن هذه الإجابة عن (سوء الحظ) لا تجيب عن السؤال الرئيسي!، خصوصاً وأن
القوات المهاجمة دخلت بـ(309) عربة لاندكرورز، يكفي (علالها) وحده
لرؤيتها، دع عنك، أنه، وبحسب إفادة الوزير ظلت تحت نيران القوات الجوية
منذ 19 أبريل!!
وإذا لم تكن هناك خطة لاستدراج القوات المهاجمة إلى
المنطقة (الحيوية) فإن (سوء الحظ) ليس متعلقاً بها وإنما بالقوة المفترض
بها اعتراضها وقطع الطريق عليها قبل المنطقة الحيوية!!
ولكن مفردة (سوء
الحظ) لا تصلح كتفسير احترافي إلا حين تحدث متغيرات لم يكن من الممكن
التحسب لها، أو خارج السيطرة البشرية، كسوء أحوال جوية غير متوقع، أو حدوث
زلزال مفاجئ، أو تفشي عدوى مرضية لأسباب مجهولة، أو وفاة قائد القوة نتيجة
سكتة دماغية مفاجئة!! ولأن مثل هذه الاحتمالات غير المحسوبة لم يتحقق أياً
منها أثناء المعركة، فإن تعبير وزير الدفاع عن (سوء الحظ) إنما محاولة
للتملص من الإجابة العسكرية العلمية، وبذلك فإنه لا يشير إلى احترافيته
العسكرية، وحسب، وإنما كذلك يتملص من الإجابة الواضحة المباشرة أمام جهة
رقابية، أي أمام الهيئة التشريعية، ومثل هذا التملص يطلق عليه في أدب
البرلمانات (تضليل) الهيئات الرقابية، وهذا كافٍ في حد ذاته لعزل الوزير
عن منصبه!!
* والأنكى أن وزير الدفاع يتحدث عن (سوء حظ) القوة المهاجمة
التي وجدت نفسها في (كماشة)!! ولكن بحسب إفادة الوزير نفسه فإن القوة
المهاجمة جاءت بـ(309) عربة، تم تدمير (20) عربة منها من الجو، فتبقى
(289) عربة دخلت إلى أم درمان، وبحسب الوزير تم تدمير (68) منها
والاستيلاء على (75) عربة أخرى، أي أن مجموع العربات التي تم تدميرها أو
الاستيلاء عليها بحسب وزير الدفاع (143) عربة، بينما انسحبت عربات القوة
المهاجمة الأخرى التي يصل مجموعها إلى (146) عربة!! أي بحساب بسيط فإن نصف
القوة المهاجمة انسحبت بسلام إلى خارج العاصمة!! والواضح أنه ما من عسكري
محترف يمكن أن يتحدث عن (كماشة) تترك (نصف) القوة المهاجمة تنسحب بسلام!!
بل، إن العربات التي تم تدميرها، بحسب الوزير، لم يتم تدميرها عند
الانسحاب، وإنما في المعركة داخل أم درمان، خصوصاً عند جسر الإنقاذ، ولذا،
فالاستنتاج الطبيعي، إما أن وزير الدفاع لا يفهم المعنى العسكري للكماشة،
أو أنه يحاول تضليل البرلمان، وفي الحالتين فإنه لا يصلح للاستمرار كوزير
دفاع!!
* وإذ لا تصلح (كماشة) الوزير كتفسير لما جرى، فإن إفاداته
المبسطة والمتناقضة تشير إلى الإجابة الحقيقية، ونتبرع بها للبرلمان:
فالقوات المسلحة السودانية لا تعوزها الشجاعة ولا البسالة، كما لم تعوزها
القوات الكافية ولا المعدات اللازمة للتصدي, وكذلك لم تعوزهاـ بحسب
الإفادات والبيانات والوقائع ـ المعلومات، إذن فالخلل لا يتعلق بالقوات
المسلحة كقوات وإنما بقيادتها السياسية التي يعبر عنها وزير الدفاع!
وتقتضي العدالة أن تضع المسؤولية على (عتبة) صاحبها! وإذا كانت العتبة
(المعنية) لم تتحمل مسؤولية إخفاقاتها السابقة العديدة، لحسابات أو
لعلاقات شخصية، فهذه المرة، لا يتعلق الإخفاق بعمارات ما، ولا بسوء
استخدام الموارد، وإنما يتعلق بكرامة وهيبة القوات المسلحة، وبسوء القيادة
الذي يعرض أرواحها وأرواح المواطنين للخطر!!
الحاج وراق
الثلاثاء 15 مايو2008
مسارب الضي
إجابة وزير الدفاع!
*
والآن، وقد هدأ دوي القنابل والرصاص، بدأ أهالي العاصمة يتساءلون، وإذ لم
تضع الأسئلة السياسية والاجتماعية على جدول الأعمال بعد، فقد انتصب سؤال
أساسي, يردده غالب أهل العاصمة: كيف استطاعت حركة العدل والمساواة اقتحام
أم درمان؟ رغم أن هجومها كان معروفاً لدى الأجهزة العسكرية والأمنية، أقله
منذ السابع من مايو، كما أعلن في بيان رسمي!!.
* والواضح أن هذا السؤال
لا يشغل أذهان الأهالي وحدهم، وإنما يتردد داخل الأوساط العسكرية، كما عبر
عن ذلك رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة في عدد الاثنين 12 مايو: (… كيف
تسللت قوات بهذا الحجم والتسليح إلى داخل أم درمان؟ وما الذي يمنع من
التصدي إلى هذه القوات غرب أم درمان قبل دخولها المدينة؟ أم انه استدراج؟
عموماً.. لم نسمع من قبل استدراجاً لقوات معادية إلى داخل الأرض
الحيوية..)!!
* ويبدو أن وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين
يحاول في بيانه أمام المجلس الوطني أول أمس الإجابة عن هذا السؤال
الرئيسي، لكن إفادات الوزير في حد ذاتها تعجز عن الإجابة، وبذلك فإنها
تجيب عن السؤال, ولكن بغير ما يريد الوزير!!
* يقول وزير الدفاع: (..
في الوقت الذي كانت فيه القوات الجوية تدمر (4) عربات في جبل عيسى و(15)
أخرى في وادي مجوك، تم في التاسع من مايو تقديم لواء المشاة بفتاشة إلى
خارج أم درمان)، وأضاف: (لسوء حظ القوة المهاجمة فقد تخطت هذا اللواء خارج
المدينة لتدخل أم درمان لتصبح في (كماشة) بحيث أنها افتقدت ميزة الارتداد
والمناورة بعربات اللاندكروزر في منطقة مفتوحة)، ونفى أن يكون الجيش تعمد
نقل المعركة إلى داخل المدينة وقال عبد الرحيم: (إن من أصل (309) عربة تم
تدمير (20) عربة عن طريق الجو، و(68) عربة في معركة أم درمان بينما تم
الاستيلاء على (75) عربة أخرى…).
* إذن، وبحسب إفادة الوزير، كانت
المعلومات متوفرة، بل إن القوات المهاجمة تم قصفها في عدة مناطق منذ 19
أبريل، ولم تكن هناك خطة لخوض المعركة داخل العاصمة، مما يلح على السؤال:
لماذا وكيف تمكنت القوات المهاجمة من اقتحام أم درمان؟!.
على السؤال
الرئيسي يجيب الوزير إجابة ملتبسة: (لسوء حظ القوات المهاجمة فقد تخطت هذا
اللواء ـ يعني لواء فتاشة ـ لتدخل أم درمان لتصبح في كماشة)!!
والواضح
أن هذه الإجابة عن (سوء الحظ) لا تجيب عن السؤال الرئيسي!، خصوصاً وأن
القوات المهاجمة دخلت بـ(309) عربة لاندكرورز، يكفي (علالها) وحده
لرؤيتها، دع عنك، أنه، وبحسب إفادة الوزير ظلت تحت نيران القوات الجوية
منذ 19 أبريل!!
وإذا لم تكن هناك خطة لاستدراج القوات المهاجمة إلى
المنطقة (الحيوية) فإن (سوء الحظ) ليس متعلقاً بها وإنما بالقوة المفترض
بها اعتراضها وقطع الطريق عليها قبل المنطقة الحيوية!!
ولكن مفردة (سوء
الحظ) لا تصلح كتفسير احترافي إلا حين تحدث متغيرات لم يكن من الممكن
التحسب لها، أو خارج السيطرة البشرية، كسوء أحوال جوية غير متوقع، أو حدوث
زلزال مفاجئ، أو تفشي عدوى مرضية لأسباب مجهولة، أو وفاة قائد القوة نتيجة
سكتة دماغية مفاجئة!! ولأن مثل هذه الاحتمالات غير المحسوبة لم يتحقق أياً
منها أثناء المعركة، فإن تعبير وزير الدفاع عن (سوء الحظ) إنما محاولة
للتملص من الإجابة العسكرية العلمية، وبذلك فإنه لا يشير إلى احترافيته
العسكرية، وحسب، وإنما كذلك يتملص من الإجابة الواضحة المباشرة أمام جهة
رقابية، أي أمام الهيئة التشريعية، ومثل هذا التملص يطلق عليه في أدب
البرلمانات (تضليل) الهيئات الرقابية، وهذا كافٍ في حد ذاته لعزل الوزير
عن منصبه!!
* والأنكى أن وزير الدفاع يتحدث عن (سوء حظ) القوة المهاجمة
التي وجدت نفسها في (كماشة)!! ولكن بحسب إفادة الوزير نفسه فإن القوة
المهاجمة جاءت بـ(309) عربة، تم تدمير (20) عربة منها من الجو، فتبقى
(289) عربة دخلت إلى أم درمان، وبحسب الوزير تم تدمير (68) منها
والاستيلاء على (75) عربة أخرى، أي أن مجموع العربات التي تم تدميرها أو
الاستيلاء عليها بحسب وزير الدفاع (143) عربة، بينما انسحبت عربات القوة
المهاجمة الأخرى التي يصل مجموعها إلى (146) عربة!! أي بحساب بسيط فإن نصف
القوة المهاجمة انسحبت بسلام إلى خارج العاصمة!! والواضح أنه ما من عسكري
محترف يمكن أن يتحدث عن (كماشة) تترك (نصف) القوة المهاجمة تنسحب بسلام!!
بل، إن العربات التي تم تدميرها، بحسب الوزير، لم يتم تدميرها عند
الانسحاب، وإنما في المعركة داخل أم درمان، خصوصاً عند جسر الإنقاذ، ولذا،
فالاستنتاج الطبيعي، إما أن وزير الدفاع لا يفهم المعنى العسكري للكماشة،
أو أنه يحاول تضليل البرلمان، وفي الحالتين فإنه لا يصلح للاستمرار كوزير
دفاع!!
* وإذ لا تصلح (كماشة) الوزير كتفسير لما جرى، فإن إفاداته
المبسطة والمتناقضة تشير إلى الإجابة الحقيقية، ونتبرع بها للبرلمان:
فالقوات المسلحة السودانية لا تعوزها الشجاعة ولا البسالة، كما لم تعوزها
القوات الكافية ولا المعدات اللازمة للتصدي, وكذلك لم تعوزهاـ بحسب
الإفادات والبيانات والوقائع ـ المعلومات، إذن فالخلل لا يتعلق بالقوات
المسلحة كقوات وإنما بقيادتها السياسية التي يعبر عنها وزير الدفاع!
وتقتضي العدالة أن تضع المسؤولية على (عتبة) صاحبها! وإذا كانت العتبة
(المعنية) لم تتحمل مسؤولية إخفاقاتها السابقة العديدة، لحسابات أو
لعلاقات شخصية، فهذه المرة، لا يتعلق الإخفاق بعمارات ما، ولا بسوء
استخدام الموارد، وإنما يتعلق بكرامة وهيبة القوات المسلحة، وبسوء القيادة
الذي يعرض أرواحها وأرواح المواطنين للخطر!!
عدل سابقا من قبل قوس قزح في الأحد 18 مايو - 5:59 عدل 1 مرات
السبت 23 مايو - 19:55 من طرف هالة الشيخ
» انفلونزا الخنازير Swine Flu
السبت 2 مايو - 22:02 من طرف قوس قزح
» الأستاذ علي اسماعيل العتباني يكتب عن الفوضي الخلاقة في السودان
الجمعة 23 مايو - 8:04 من طرف قوس قزح
» سلفاكير: اتفاق على سحب الجيش وقوات الحركة في أبيي
الجمعة 23 مايو - 7:44 من طرف قوس قزح
» المسؤول الامريكى الرفيع السابق : نعم انا مستشار لحكومة حنوب السودان وليس من الآن
الخميس 22 مايو - 13:54 من طرف قوس قزح
» خبر عاجل: القبض على المتمرد الهارب عبدالعزيز نور عشر أحد القادة الميدانيين للعدل والمساواة
الخميس 22 مايو - 13:41 من طرف قوس قزح
» الدنيا حلوة يا ناس ... حنان بلوبلو .. رد على الشريف مبسوط مني
الخميس 22 مايو - 11:01 من طرف رحيق مختوم
» فصيلة دمك تحدد غذاؤك .. بحث طبي (مفيد للريجيم)
الخميس 22 مايو - 10:58 من طرف رحيق مختوم
» الصومال كارثة مطمورة وأجندة خفية .. في إطار الكشف عن زيف الإعلام
الخميس 22 مايو - 9:36 من طرف قوس قزح
» اتحادات وتنظيمات المسرية نيران براكين الغضب في وجه إدوارد لينو
الخميس 22 مايو - 6:08 من طرف قوس قزح