~*¤ô§ô¤*~منتديات ركن السودان~*¤ô§ô¤*~

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

~*¤ô§ô¤*~بلد الخير والطيبة~*¤ô§ô¤*~


    "المية تكذب الرئيس"!

    قوس قزح
    قوس قزح
    المشرف العام
    المشرف العام


    انثى
    عدد الرسائل : 108
    العمر : 43
    محل الإقامة : Sudan
    المهنة : Communication
    المزاج : ملون
    نقاط : 6431
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 19/04/2007

    "المية تكذب الرئيس"! Empty "المية تكذب الرئيس"!

    مُساهمة من طرف قوس قزح الإثنين 19 مايو - 8:35

    "المية تكذب الرئيس"! Large_92563_50060







    مأمون فندي
    زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للمنطقة وتحقيق رؤية الدولتين، تحكمهما أربعة محددات يجب ألا تغب عن أي مهتم بعملية السلام.


    المحدد الأول، هو السقف الزمني المرتبط بخروج الرئيس بوش من البيت الأبيض بعد ثمانية أشهر من الآن، فهل هذا الوقت كاف للإدارة الأميركية لتحقيق قيام دولة فلسطينية، أو هل يسمح الوقت المتبقي حتى بقيام دولة فلسطينية تحت إشراف دولي، على غرار نموذج كوسوفو في الاستقلال؟ المحدد الثاني هو تلك الفضائح المثارة حول رئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت وقضايا الفساد المتهم بها، فهل سيبقى أولمرت رئيسا لوزراء إسرائيل حتى يوقع اتفاق سلام، أم أنه وعند اقتراب المفاوضات من نقطة النهاية سيكون على رأس الحكومة في إسرائيل رئيس وزراء جديد يحتاج إلى وقت ودعم كي يعيد الكرة مرة أخرى؟ المحدد الثالث هو الشقاق الفلسطيني ـ الفلسطيني بين السلطة الفلسطينية و«حماس». فمع من ستوقع إسرائيل الاتفاق، ومن سيعترف بدولة فلسطين إذا كان الفلسطينيون أنفسهم لا يعترفون ببعضهم البعض؟ أما المحدد الأخير لنتائج زيارة الرئيس بوش فهو المناخ الاستراتيجي الإقليمي المتوتر من العراق إلى غزة إلى بيروت، وتلك المخاوف والهواجس التي بدأت تسيطر على المنطقة، هواجس سنية وأخرى شيعية، لا بد أن تأخذ في الاعتبار في ظل عملية فرز طائفية لا تبشر بخير لشكل حروب المنطقة في الأعوام المقبلة.

    في هذا السياق المعقد إقليميا ودوليا، تأتي زيارة الرئيس بوش للمنطقة للمرة الثانية. زيارة يفسرها المتشائمون بأن الهدف منها هو الاحتفال بمرور ستين عاما على قيام إسرائيل، وباقي الزيارات للدول العربية تأتي من باب رفع العتب، أو الـ(P.R) والعلاقات العامة. ويستشهد المتشائمون على صحة تفسيرهم للزيارة بما جاء في حديث الرئيس الأميركي أمام الكنيست الإسرائيلي، حيث لم يذكر فيه الفلسطينيين سوى مرة واحدة. ومع ذلك يصر الأميركيون على أن الهدف من الزيارة هو تحقيق حلم الدولتين، وعلى أن حديث بوش الذي وصل إلى حد المبالغة في علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل هو محاولة لتطمين المتشككين في إسرائيل بأن أميركا ملتزمة بأمنهم، وأن عليهم أن يكونوا واثقين بأن الرئيس الأميركي سيحافظ على حقوقهم في الحل النهائي.. هذا تفسير وجيه، وما على المتفائلين في العالم العربي إلا الانتظار، فـ«المية» قد لا تكذب الغطاس.

    في حديثي قبل أسبوعين مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، كان لدى رايس إصرار قوي على أن تحقيق حلم الدولتين ممكن، شريطة أن يتخلى الطرفان (الإسرائيلي والفلسطيني) عن أحلامهما التاريخية غير الممكنة التحقيق، وأن يلتزما بتقديم تنازلات صعبة. فالحل، كما أكدت رايس، يكمن في التوصل إلى نقاط التقاء وتوافق، لا نصرا خالصا لطرف على حساب هزيمة كاملة تلحق بالطرف الآخر، أي لا معادلات صفرية فيها رابح مطلق وخاسر مطلق. كما قالت رايس إن المحادثات السرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد تجاوزت نموذج استقلال كوسوفو. استبعدت رايس تماما حل الدولة ذات الحدود المؤقتة، وقالت «أقول بثقة أننا قد تجاوزنا ذلك بمراحل، وأننا اليوم في صدد دولة فلسطينية حقيقية». رايس تعتقد بأن الطرفين قد ذهبا إلى أبعد من نموذج كوسوفو في مفاوضاتهما السرية الجارية، وأكدت على أن هناك الكثير مما لا يعرفه الإعلام اليوم، والذي قد يفاجئنا غدا. بشرت بقيام دولة فلسطينية كاملة السيادة، حتى وان كانت دولة من دون طابع عسكري. لكن ما نشاهده على الأرض اليوم لا يعكس تفاؤل رايس، فـ«المية» كما نراها اليوم تكذبها وتكذب معها الرئيس الأميركي. ولكن قد انتظرنا ستين عاما على مأساة الفلسطينيين، فلماذا لا ننتظر بضعة أشهر أخرى لنرى هل ستكذب «المية» الرئيس الأميركي ووزيرة خارجيته أم لا؟

    أول مؤشرات «المية» التي تكذب الإدارة الأميركية اليوم، هي أن الأميركيين، ومعهم الإسرائيليون، مهمومون بهاجس جديد هو إيران لا فلسطين. لقد تضمن خطاب الرئيس جورج بوش في الكنيست تهديدات واتهامات موجهة إلى إيران.. اتهامات تكررت في تصريحات سابقة للرئيس الأميركي ووزيرة خارجيته عندما قالا بأن إيران هي السبب في كل مشاكل الشرق الأوسط اليوم. وبناء على هذا، ألا يكون من الحكمة من جانب أميركا وإسرائيل عزل إيران عن محيطها الإقليمي بكسب العرب إلى صفهما من خلال إنجاز حل الدولتين. فهناك قناعة في الشارع العربي، ولدى القيادات العربية أيضا، بأن حل مشكلة فلسطين سيحل بقية المشاكل في المنطقة. فلسطين هي بؤرة التوتر الأم، وهي النبع الذي تنطلق منه موجات التوتر الأخرى في العالمين العربي والإسلامي اليوم. إذا كان الأمر كذلك، فحل هذا الصراع الجوهري قد يجعل العرب يطمئنون لسلامة النوايا الأميركية ويصبحون حلفاءها فيما بعد في مواجهة التحديات الأمنية الأخرى، ولكن خطاب الرئيس الاميركي في الكنيست الإسرائيلي قد ركز على تهديد واتهام إيران بدلا من التركيز على إنهاء الصراع القائم. إيران، بلا شك، لديها أجندتها غير المطمئنة في المنطقة مما يجعلها خطرا على الأمن الأقليمي، ولكن الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكات إسرائيل المستمرة لحقوق الفلسطينيين بشكل يومي، انتهاكات متلفزة، تجعل العرب يحسون بالمهانة والظلم، مما يجعل الاستقرار في هذا الجو المشحون أمرا بعيد المنال.

    لن تستطيع الإدارة الأميركية بسياستها الشرق أوسطية الحالية إقناع المشككين والمتشائمين في العالم العربي، إلا يوم التوصل إلى اتفاق وحل بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. فأي مفكر استراتيجي لا تفوته ملاحظة أن الشرق الأوسط اليوم منقسم اليوم بين متفائلين بالدور الأميركي وقدرته على إيجاد حل للمشكلة الفلسطينية، وبين متشائمين ومشككين في هذا الدور. وحتى هذه اللحظة، لم تقدم زيارات الرئيس جورج بوش ووزيرة خارجيته المتكررة إلى المنطقة أي حل يساعد على ترجيح كفة المتفائلين بالدور الأميركي وإمكانية الحل، سواء في فلسطين أو في لبنان أو في العراق. الخوف أن يصبح الدور الأميركي في المنطقة جزءا من المشكلة لا جزءا من الحل. ومع ذلك، فأنا ممن يؤمنون بإعطاء الفرصة الأخيرة لإثبات حسن النية، وأقول دعونا نتفاءل وننتظر ونأمل بألا تكذب «المية» الرئيس الأميركي.


    *نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 23 نوفمبر - 6:39